روح مصر: حسام "الأحمر"

أخيراً تحدث حسام حسن من قلبه، فبالرغم من أن المدير الفني للزمالك يتحدث كثيراً هو وتوأمه إلا أنك تشعر أن أغلب حواراتهما موجهة، أي أنهما يريدان بها توجيه الحوار الى نقطة محددة تخدمهما بعيداً عن اقتناعهما بها من عدمه.

ولكن عندما تحدث حسام حسن هذه المرة جاء حديثه من القلب، قال أن النادي الأهلي ظلمه، ظلمته ادارة النادي عندما استغنت عنه أواخر التسعينيات، وظلمه الجمهور حين كال له السباب في كل المناسبات، وظلمه الاعلام الأحمر بتجاهله في كل المناسبات.

وأنا أصدق أن حسام حسن مقتنع بما قاله، فحسام حسن حين قال أنه أعطى الكثير للنادي الأهلي سواء أهداف أو بطولات أو أموال من احترافه ولم يحصل سوى على 280 ألف جنيه لم يكن يتحدث بغرض التضليل، بل كان يقول ما يشعر به بالفعل.

ولأن ما قاله حسام حسن كان من قلبه شعرت بالدهشة، فلو أنه أحد أحاديث حسام الاستفزازية لجمهور الأهلي لكان الأمر طبيعياً في أيام أصبح الاستفزاز فيها هو الطبيعي، ولكن أن يتحدث حسام حسن بهذا الشكل وهو مؤمن بأنه منح الأهلي الكثير ولم يحصل على أي مقابل فالأمر يجب أن يثير الدهشة.

فلا حسام حسن ولا محمود الخطيب ولا صالح سليم ولا حتى عمر بك بطفي أعطوا للأهلي ولم يحصلوا على المقابل، بل العكس هو الصحيح، والأمر ذاته ينطبق على الزمالك بكل رموزه مثل محمد حسن حلمي وعصام بهيج وحسن شحاتة وحمادة امام .. والتوأم حسام وابراهيم حسن!

ولا يمكن لحسام حسن أن يفسر توتر علاقته بجماهير الأهلي وفقاً لنظرية المؤامرة التي يبني عليها وجهة نظره بالكامل، فعقدة الاضطهاد التي تحدث بها حسام حسن أظهرته في ثوب الملاك رغم أن الجميع يتذكر تصرفاته في الكثير من المناسبات منذ رفع الحذاء في وجه جماهير الأهلي يوم فاز الأخير 6-1 وصولاً الى تصريحات توأمه الأخيرة التي سخر فيها بشكل مبالغ فيه من حسن حمدي رئيس النادي الأهلي بسبب العقد الذي حصل عليه من وكالة الأهرام للاعلان.

وإذا كنا فعلاً نرغب في تصفية الأجواء بين التوأم وجماهير الأهلي فلنضع أيدينا على الحقيقة .. تلك الحقيقة التي تفصل دائماً بين اللاعب أو المدرب أو المسئول وبين أي جمهور يشجع أي فريق، فقديماً كانوا يصفون الجماهير بالغوغاء، ولذلك يقولون أن الجمهور دائماً على حق وأن الاستفزاز لا يصدر إلا من المسئول.

ولأننا دائماً من هواة المقارنة بالغرب، فلا يجب أن ننسى كيف استقبل جمهور برشلونة نجمه الأسبق لويس فيجو - الذي اعتزل منذ سنوات – حين دخل ملعب ويمبلي ليشاهد لقاء الفريق الكتالوني أمام مانشستر يونايتد، ورغم أن كل ما فعله فيجو هو أنه ترك البارسا وانضم لريال مدريد هتف الجمهور: الموت لفيجو، ورغم ذلك لم يلم أحد هذا الجمهور أو يذكره بالتاريخ الطويل لفيجو مع برشلونة على طريق "مايصحش".

ورغم كل ما سبق .. ومع كامل اختلافي مع ما ذهب اليه حسام حسن في الرأي، أجد نفسي أتمنى انتهاء الحرب الساخنة بين جمهور الأهلي والتوأم لأني لا أحب أسلوب السباب في المدرجات، وتلك الحرب لن تنتهي أبداً بأن نرى جماهير الأهلي تهتف للتوأم وترفع صورهما في المدرجات كما يتوهم البعض لأن هذا درب من الخيال.

بل ستنتهي الحرب حين يقف حسام وتوأمه وقفة جادة ينظران فيها الى تاريخهما الطويل مع القلعة الحمراء ليعرفا كيف أصبحا أشهر توأم في مصر، فلا أعتقد أن 600 ألف دولار دخلت خزينة الأهلي بسببهما تسببت في شهرة النادي الأهلي، بل هي الفانلة الحمراء التي ارتداها شابان مجهولان جعلت الجميع يعرف من هما حسام وابراهيم حسن.