دوري وكاس.. وبلاش تحتاس!

في المرة السابقة، تحدثت عن خطيئة عودة الدوري المصري بجدوله وهيئته التي أقيم عليها الدور الأول، نظرا لضيق الوقت والتأثير السلبي الكبير على اللاعبين والفرق المصرية محليا وأفريقيا جراء اللعب المتواصل كل 4 أيام.

وفي الحقيقة، فإن الموضوع أثار الكثير من الجدل بيني وبين أصدقائي ومعارفي، ولاسيما الصحفيين منهم.

معظمنا اتفق على أهمية خوض الفرق والأندية المصرية مباريات رسمية قوية في الفترة القادمة وحتى الموعد الطبيعي لانتهاء الموسم، لأسباب فنية وإعلانية ومادية للجميع سواء لاعبين أو أندية أو حتى قنوات ووسائل إعلام مختلفة.

لكن تبقى المعضلة الرئيسية التي لم يستطع أحد أن يحلها في تلك المناقشات، وهي كيف يمكن أن تخوض الأندية مبارياتها دون أن يتسبب ذلك في تدمير الموسم الكروي ليس هذا فحسب، بل القادم أيضا.

وعدتهم بطرح اقتراح في هذه المدونة، وها أنا أفي بالوعد.

اقتراحي ببساطة شديدة هو إقامة مزيج بين الدوري والكأس، يتناسب برنامجه مع الفترة المقبلة وحتى منتصف يونيو القادم أي لمدة شهرين من التاريخ المحدد لعودة المباريات رسميا.

فيتم لعب مسابقة كأس مصر، ولكن بنظام مختلف عن كل موسم وتحت مسمى كأس الممتاز، وذلك بتقسيم الفرق الـ16 المشاركة في الدوري إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تضم 4 أندية، ويتم تصنف الأندية إلى أربع تصنيفات وفقا لترتيبها في جدول الدوري عقب انتهاء الدور الأول.

ويصعد من كل مجموعة فريقان، ليقام دور الثمانية من دوري مجموعتين، كل مجموعة تضم 4 أندية، ويخوض كل منها 3 مباريات أيضا، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى قبل النهائي الذي يقام بنظام خروج المغلوب ثم المباراة النهائية.

ويتم عمل أيضا مواجهة مقصية بين ثالث المجموعة الأولى ورابع المجموعة الثانية والعكس، ويلتقي الفائزان على المركز الخامس والخاسران على المركز السابع.

ولن ينته موسم الفرق الخاسرة بعد خروجها، إذ تلعب الفرق الثمانية التي ودعت دور الـ16 دور مجموعات من مجموعتين ثم قبل نهائي ونهائي لتحديد ترتيب الفرق النهائي في البطولة.

وبنفس طريقة المواجهة المقصية في النصف الأعلى من الجدول، يتم تحديد ترتيب الفرق من الثالث عشر وحتى الأخير.

وستكون تلك البطولة أكثر ملائمة للكل، فعدد المباريات سيكون ثماني مباريات لكل ناد، وهو ما يتناسب مع فترة الشهرين من منتصف أبريل وحتى منتصف يونيو بمعدل مباراة كل أسبوع، وهو ما سيسمح للأندية التي لديها ارتباطات أفريقية وكذلك لبرنامج المنتخب المصري أن يستمر كمان كان في السابق.

ويمكن لاتحاد الكرة المصري بتنسيق توقيت المباريات لكي يسمح للقنوات والبرامج الفضائية بإذاعة أكبر قدر منها، وبذلك يعوض النقص في عدد المباريات التي تعاقدت عليها القنوات، علما بأنه في السابق لم يكن بمقدور أي قناة فضائية أن تذيع أكثر من مباراة في نفس التوقيت، وبالتالي لم يكن مفيدا للعديد من الأندية التي لم يكن يذاع لها سوى مباراتي الأهلي والزمالك.

ويستطيع الاتحاد المصري أيضا أن يحدد الفرق المشاركة في البطولات الأفريقية الموسم المقبل وفقا لترتيب الفرق، أما بخصوص الهبوط، فلا أتوقع أن يطبق نظام الهبوط هذا الموسم، خاصة أنه لن يكون عادلا في ظل الظروف التي تحط ببعض الأندية التي لا تجد سيولة لدفع مستحقات لاعبيها وغاب عن تدريباتها اللاعبون لفترات طويلة، وهي لا ذنب لها في ذلك.

إن هذا الاقتراح لم ينل مني الكثير من الدراسة، ولذلك فإنه من الممكن أن تكون هناك بعض النقاط التي فاتتني، ولذلك فإنني أرحب بمناقشة الاقتراح من أجل الوصول إلى صورة قابلة للتحقق على أرض الواقع، ربما تحرك عجلة الكرة المصرية.